Home Bulletin Contact Us
Home > News and Events
مقابلة خاصة للسفير الصيني جيانغ جيانغ في الإذاعة الوطنية اللبنانية
2016-04-08 15:16

 

 

فى يوم 7 نيسان عام 2016، أجرى سعادة السفير الصيني لدى لبنان السيد جيانغ جيانغ مقابلة خاصة فى البث المباشر لبرنامج "لقاء الخميس" للإذاعة الوطنية اللبنانية. وفيما يلى نص اللقاء:

1- ما التطورات الجديدة فى التعاون بين الصين ولبنان فى المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والإعلامية؟

أيها الأصدقاء المستمعون، أولا وقبل كل شيء، أحييكم نيابة عن السفارة الصينية لدى لبنان. يشرفني أن أحضر المقابلة الخاصة مع الإذاعة اللبنانية وهذه المرة الثالثة التي أشارك فيها.

تتمتع الصين ولبنان بصداقة تقليدية وشهدت التعاون العملي المستمر في كافة المجالات. وفي عام 2015 الماضي، أحرز التعاون الودي بين البلدين نتائج جديدة.

في مجال الاقتصاد والتجارة، تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين مليارين و80 مليون دولار أمريكي حيث حافظت الصين على صفتها أكبر شريك تجاري للبنان لثلاث سنوات متتالية. وعقدت في بيروت الدورة السادسة لمؤتمر رجال الأعمال الصينيين والعرب وشارك فيها أكثر من 500 رجل عمل صيني وعربي للتباحث في سبل تعزيز التعاون. كما حقق التعاون المالي بين البلدين اختراقا جديدا. فخلال المؤتمر السنوي لاتحاد المصارف العربية الذي انعقد في بيروت العام الماضي، عقدت جلسة طاولة الحوار الخاصة بالقطاع المصرفي الصيني والعربي كما أطلقت مجموعة فرنسَبنك أول بطاقة China Union Pay في لبنان. وواصلت الصين تقديم المساعدات للجانب اللبناني بغية دعم تنميته الاقتصادية والاجتماعية بما فيه الإضاءات بالطاقة الشمسية والمعدات الطبية والأجهزة المكتبية والمركبات وغيرها. وبالإضافة، في العام الماضي هناك 188 متخصصا لبنانيا من مختلف المجالات زاروا الصين للتواصل أو التدرب، الأمر الذي لا يعمق التعارف بين الطرفين فحسب، بل يجعل التعاون في تنمية الموارد البشرية لمحة جديدة من ملامح العلاقات الثنائية أيضا.

وفي مجال الثقافة، هناك 19 شخصية لبنانية من أوساط الثقافة والفن والتربية والتعليم توجهوا إلى الصين وشاركوا في فعاليات رحلة ثقافية على طريق الحرير والندوات بعناوين الفن والإذاعة والإعلام والتراث والطب الصيني التقليدي وإلخ. وتم تنظيم معارض فنية بين الدولتين، فلقي قبولا حارا من الشعب اللبناني كل من الحفلة الموسيقية التي عرضتها عازمة البيانو الصينية ومعرض أعمال مشاهير الرسامين العرب الذين زاروا الصين. أما التعاون في التربية والتعليم بين البلدين، فيتمتع بزخم تطور جيد ويواصل الطرفان تبادل بعث الطلاب بينهما. قد مرت 10 سنوات منذ تأسيس معهد كونفوشيوس بجامعة القديس يوسف الذي يعد أول معهد من نوعه في الشرق الأوسط. في العام الماضي، أقيمت فيه الدورة الأولى للمسابقة التمهيدية لمسابقة جسر اللغة الصينية وهناك فائزان ممتازان اتجها إلى الصين للمشاركة في المسابقة النهائية تمثيلا للبنان. وتوجد محاضرة اللغة الصينية في الجامعة الأمريكية في بيروت والجامعة اللبنانية الأمريكية والجامعة الأمريكية للعلوم والتكنولوجيا وفتح أيضا تخصص اللغة الصينية في الجامعة اللبنانية في العام الماضي.

شهد التعاون الإعلامي بين الصين ولبنان تعمقا مطردا. قابلت معالي الوزير رمزي جريج وزير الإعلام عدة مرات وتوصلنا إلى تفاهم واسع بشأن توسيع التبادل والتعاون لوسائل الإعلام بين البلدين. كما تحقق تقدم جديد ومستمر في مجالات تبادل الوفود وتدريب الموظفين وتبادل البرامج والدعم التقني. نحافظ على التواصل الودي الكثيف مع الإذاعة اللبنانية وتلفزيون لبنان والوكالة الوطنية للإعلام وغيرها من وسائل الإعلام اللبنانية. ودعونا بعض الإعلاميين اللبنانيين لحضور الورشات الإعلامية والمشاركة في وفد الصحفيين العرب لزيارة الصين.

2- ماذا تقدم الصين للبنان للتخفيف من أزمة المهجرين السوريين؟

إن الصين تعرب عن تقديرها العالي لاستيعاب لبنان الكريم حكوميا وشعبيا للاجئين السوريين. ومن أجل مساعدة لبنان على احتواء تأثير أزمة اللاجئين عليه، قدمت الحكومة الصينية دفعات عديدة من المساعدات الإنسانية للحكومة اللبنانية.

في هذه السنة، وبهدف تنفيذ التزام الرئيس الصيني شي جين بينغ بتقديم المساعدات الإنسانية الجديدة الخاصة للاجئين السوريين، سوف يقدم الجانب الصيني دفعة جديدة من التغذية والمساعدات المادية للحكومة اللبنانية. ونعمل الآن على التواصل والتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية في سبيل تنفيذ مشروع المساعدات على الأرض في أسرع وقت ممكن. وتحرص الصين كدولة صديقة للبنان على مواصلة تقديم دعمها له بقدر إمكانها من أجل مساعدة لبنان على اجتياز الصعوبات.

3- كيف يشارك لبنان فى بناء مشروع "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" الذى طرحته الصين؟

في عام 2013، طرحت الصين مبادرة بناء الحزام والطريق التي تركز على دفع تناسق السياسات وترابط البنى التحتية وتواصل الأعمال وتداول الأموال وتفاهم الشعوب بين الدول المطلة على الحزام والطريق وتهدف إلى تحريك التعاون الإقليمي بين الدول المعنية في نطاق أوسع وعلى مستوى أعلى وبشكل أعمق. وفي شهر أذار العام الماضي، أصدرت الحكومة الصينية وثيقة الرؤية والتحرك لبناء الحزام والطريق التي تشهد حاليا عملية تنفيذها المستمرة.

يخترق الحزام والطريق قارات آسيا وأوروبا وأفريقيا حيث تقع الدول العربية بما فيها لبنان في موقع تلاقيها والتي تصبح شركاء التعاون الطبيعية والمهمة لبناء الحزام والطريق. وطرح الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال الدورة السادسة للمؤتمر الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي عام 2014 استراتيجية "1+2+3" للتشارك ببناء الحزام والطريق، حيث يمثل "1" اعتبار التعاون في مجال الطاقة قاعدة أساسية، و"2" اتخاذ مجالي البنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمارات كجناحين، و"3" تشير لاتخاذ 3 مجالات تكنولوجية متقدمة كنقاط اختراق تشمل الطاقة النووية والفضاء والأقمار الاصطناعية والطاقات الجديدة. وإن الصين مستعدة لتحسين هيكلة التجارة في حين توسيع حجمها وتشجيع الشركات الصينية ذات القدرة والكفاءة على المشاركة في بناء السكك الحديدية والمواني والطرق والكهرباء والاتصالات والمجمعات الصناعية وغيرها من البنى التحتية وحسن توظيف صندوق طريق الحرير والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وآليات التمويل الأخرى.

إن لبنان دولة مهمة في المنطقة وتكتسب ميزاتها البارزة في الاقتصاد والمالية والتربية والتعليم والإعلام والمجالات الإنسانية والثقافية الأخرى. لذلك، فتلقت مبادرة الحزام والطريق إقبالا واسعا بين الأوساط اللبنانية المختلفة منذ طرحها. وفي الوقت الراهن، تواجه الصين ولبنان مهمة مشتركة تتمثل في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. فنتطلع إلى بذل الجهود المشتركة مع الجانب اللبناني لتوسيع التعاون الودي وتحقيق الازدهار والتقدم المشتركين في المجالات المذكورة سابقا.

4- كيف تسعى السفارة الصينية الى نشر الثقافة الصينية فى لبنان؟ وحدثنا عن جديد نشاطات السفارة فى المجالان الثقافي والاجتماعي.

إن الصين تولي اهتماما بالغا للتبادل الثقافي والإنساني مع لبنان ونظمت سفارة الصين نشاطات ثقافية متنوعة بالتعاون مع مختلف الأوساط اللبنانية.

في مجال التبادل الثقافي، قدمت الفرقة الفنية لطلاب جامعة شنيانغ للمعلّمين عروضا في جامعة القديس يوسف أثناء عيد الربيع الصيني في شباط الماضي. وفي الوقت نفسه، زارت فرقة كركلا اللبنانية الصين حيث قدمت المسرحية العربية ألف ليلة وليلة على المسرح الوطني الكبرى لخمسة أيام متتالية وجذبت أكثر من عشرة آلاف مشاهد صيني. وكان عازف البيانو الصيني الشهير لانغ لانغ يشارك في مهرجان بيبلوس عام ٢٠١٤. وفي تشرين الأول الماضي، زارت لبنان عازفة البيانو الصينية الشابة تيان جيا شين وأقامت أمسية موسيقية بالتعاون مع الأوركسترا الفيلهارمونية اللبنانية. ويزور الصين مشاهير رسامين لبنانيين كل سنة مشاركين في ورشة مشاهير الرسامين العرب. وفي العام الماضي، اُفتتح معرض الاحساس بروح الصين الدولي - المعرض المتنقّل لأعمال الفنانين العرب الذين زاروا الصين في محطته الأولى بيروت بالتعاون بين الجانبين الصيني واللبناني. وتكللت كل هذه العروض الفنية والمعارض الثقافية بنجاح كبير، مما تلقّى ترحيبا حارا لدى الشعبين الصيني اللبناني.

وفي مجال التعاون الإعلامي، تتعاون السفارة مع تلفزيون لبنان في نشر البرامج الصينية خلال عيد الربيع الصيني والعيد الوطني الصيني كل سنة. في عيد الربيع العام الماضي، نشرت قناة تلفزيون لبنان لأول مرة مسلسلين صينيين. أما أثناء عيد الربيع في هذا العام، فنشرت القناة برنامج السفر في الصين لعشرة أيام متتالية تُقدّم فيه المدن المهمة الواقعة على طول طريق الحرير، وعدة مدن تاريخية وثقافية مشهورة.

وإلى جانب ذلك، نهتم بالتبادل الثقافي بين شباب البلدين كثيرا. وأقامت السفارة نشاط الثقافة الصينية للجامعات والمدارس اللبنانية وقدمت دعما إيجابيا للجامعات والمدارس الثانوية والابتدائية في تنظيم نشاطات يوم الصين ويوم اللغة والثقافة الصينية، والمدرسة الصينية وغيرها من النشاطات، مما أثار موجة صينية في عديد من الجامعات والمدارس. علاوة على ذلك، يقيم معهد كونفوشيوس بجامعة القديس يوسف ومعلّمون صينيون للغة الصينية في الجامعات الأخرى محاضرات ومعارض ثقافية من حين إلى آخر لتعريف الخطوط الصينية وفنّ القطع الورقي والووشو، مما بنى جسرا لتعرّف الطلاب اللبنانيين الشباب على الثقافة الصينية .

5- قام الرئيس الصيني شي جينبينغ بالزيارة لمنطقة الشرق الأوسط مؤخرا، فما ثمرات هذه الزيارة وما أهميتها؟

في كنون الثاني الماضي، زار الرئيس الصيني شي جين بينغ ثلاث دول بالمنطقة وهي السعودية ومصر وإيران وتم التوقيع على 52 اتفاقية التعاون خلال الزيارة في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة والمالية والاتصال والطيران المدني والفضاء وإلخ. كما تم إقامة شراكة استراتيجية شاملة بين الصين وكل من السعودية وإيران، وأُعلن برنامج تنفيذي لتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر في السنوات الخمسة القادمة. وذلك بالإضافة إلى التوقيع على مذكرة التفاهم للتشارك في بناء الحزام والطريق مع الدول الثلاث على حدة سواء. وممكن القول بأنّ هذه الزيارة التاريخية إلى منطقة الشرق الأوسط فتحت فصلا جديدا للعلاقات بين الصين ودول المنطقة.

وفي عشية الزيارة، أصدرت الحكومة الصينية وثيقة سياسة الصين تجاه الدول العربية التي تعتبر الأولى من نوعها، وألقى الرئيس شي جين بينغ خلال زيارته كلمة هامة بشأن العلاقات الصينية العربية في مقر جامعة الدول العربية. وبالاختصار، إن الصين تحرص على تعميق التعاون المتبادل المنفعة مع دول المنطقة في كافة المجالات بصورة أكثر نشاطا في إطار التشارك في بناء الحزام والطريق. مثلما أكد الرئيس شي جين بينغ في كلمته أنّ الجانبين الصيني والعربي عليهما انتهاز المرحلة الحاسمة في السنوات الخمس القادمة للتشارك في بناء الحزام والطريق. إن الصين ستكون الجهة التي تبني السلام في الشرق الأوسط والتي تدفع تنميتها وتساهم في صناعتها وتدعم استقرارها. ولا تقوم الصين بتنصيب الوكلاء في الشرق الأوسط، بل تعمل على النصح بالتصالح والحثّ على التفاوض، ولا تنوي انتزاع نطاق النفوذ بل تسعى إلى توسيع دائرة أصدقائها على الحزام والطريق ولا تطمع إلى ملأ الفراغ بل تبذل الجهود لتشكيل شبكة المنفعة المتبادلة والكسب المشترك.

وبالإضافة إلى مواصلة تعميق التعاون السياسي والاقتصادي، تهتم الصين بالحوار بين الحضارتين الصينية والعربية والتبادل الثقافي والإنساني بين الطرفين. قد أعلن الرئيس شي جين بينغ تنفيذ مشروع المائة والألف والعشرة آلاف للتبادل الثقافي والإنساني بين الصين والدول العربية، ومن ضمنه برنامج رائحة الكتب في طريق الحرير بشأن تبادل ترجمة 100 كتاب وعمل أدبي صيني وعربي، وتوجيه الدعوة لتبادل الزيارات بين 100 خبير وباحث، وتقديم 1000 فرصة تدريب للقادة الشباب العرب وتوجيه الدعوة ل 1500 قائد حزبي عربي لزيارة الصين، إضافة إلى تقديم عشرة آلاف منحة دراسية وعشرة آلاف فرص تدريبية، وتنفيذ الزيارات المتبادلة بين عشرة آلاف فنان صيني وعربي من أجل تحفيز تداول الأكفاء وتدفّق الأفكار على الحزام والطريق.

6- هنالك أخبار عن ركود النمو الاقتصادي الصيني، فكيف ترى أوضاع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الصين اليوم؟ هل صحيح ان الصين سوف تنتقل الى المرتبة الاقتصادية الأولى عالمياً؟

يفتقر الاقتصاد العالمي إلى القوة الدافعة لانتعاشه وسجّل معدل نمو الاقتصاد العالمي في العام الماضي أدنى مستوى له خلال السنوات الست الأخيرة مما ترك تأثيرا حتميا على الاقتصاد الصيني في ظل اندماجه بالاقتصاد العالمي بشكل عميق. ما زالت الصين تبقى في مقدّمة الاقتصادات الرئيسية في العالم بمعدل نمو ناتجها المحلي الإجمالي البالغ %6.9 للعام الماضي رغم تراجع سرعة النمو نسبيا. وما زالت الصين محرّك تنمية الاقتصاد العالمي علما أن الصين تحتل المركز الأول في العالم من حيث مساهمتها لنمو الاقتصاد العالمي وتجاوزت نسبتها %30.

تحقّق معدل النمو البالغ %6.9 على أساس الرقم الأصلي العالي وفي مسيرة تحويل نمط تنمية الاقتصاد الصيني ورفع مستواها. ومنذ اعتماد سياسة الإصلاح والانفتاح في عام 1979، يبقى معدل نمو اقتصاد الصين فوق %10 لمدة أكثر من ثلاثين سنة متتالية، كما تجاوز حجم اقتصاد الصين عشر تريليون دولار أمريكي. والآن، كل نقطة مئوية زائدة على أساس الرقم القائم تساوي 2.6 نقطة مئوية قبل عشر سنوات. وقد أدركنا بوضوح أنّه لا يمكن أن نستمر في النمط التنموي السابق، بل من اللازم أن نسلك طريقا جديدا متّسما بتوفير الطاقة وحماية البيئة والحياة الخضراء والتدوير والاستدامة. وحسب معطيات المكتب الوطني الصيني للإحصاء، تم توظيف أكثر من 13 مليون شخص في العام الماضي، وازداد دخل المواطنين بسرعة أعلى من النمو الاقتصادي، وأصبح الاستهلاك وقطاع الخدمات القوة الدافعة الرئيسية لنمو الاقتصاد، إضافة إلى تراجع استهلاك الطاقة والانبعاثات الملوّثة باستمرار. وذلك يدلّ على أن نوعية نمو اقتصاد الصين ترتفع بشكل مستمر. إن الصين هي دولة كبيرة ذات مليار وثلاثمائة مليون نسمة، وتتمتع بمئات الملايين من الأكفاء المتخصصين ذوي التعليم العالي، وهي تسعى الآن وراء تحقيق التصنيع والتحضّر، مما وفّرها إمكانية كبيرة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. لذا، لم ولن يتغير الاتجاه العام الإيجابي لنمو الاقتصاد الصيني على المدى الطويل.

تحتلّ الصين المركز الثاني في العالم من حيث حجم الاقتصاد الإجمالي، ولكنها ما زالت دولة نامية، وتأتي الصين في مرتبة ما بعد الثمانين من ناحية نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بحيث أن الصين ستركّز جهودها الرئيسية على التنمية لفترة طويلة في المستقبل. وطرحنا في الخطة الخماسية الثالثة عشرة أننا نهدف إلى الحفاظ على نمو اقتصادي معدله السنوي يزيد عن %6.5 خلال السنوات الخمس المقبلة، وأن تتجاوز قيمة الواردات عشرة تريليون دولار أمريكي ويزيد مبلغ الاستثمار في الخارج عن 600 مليار دولار أمريكي. ونحن على ثقة بتحقيق الأهداف المطروحة، كما نثق بأنّ تنمية الصين هي فرصة العالم. إن الصين تقوم دائما بالتبادلات الودية مع البلدان الأخرى على أساس التناغم والتسامح. وتتمسك الصين باستراتيجية الانفتاح القائمة على المنفعة المتبادلة والكسب المشترك وتساهم في التطور المشترك والازدهار المشترك، وذلك هو هدف لا يتغير.

7 - ماذا عن التعاون الاقتصادي ما بين الصين والقارة الأفريقية وننوه ان في تلك القارة جاليات لبنانية كبيرة؟ وهل تقوم الصين بالتعاون مع هذه الجاليات اللبنانية؟

يُصادف هذا العام الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وأفريقيا. فمنذ بداية هذه العلاقات، لم يتغير شيء للصداقة الصينية الأفريقية العميقة القائمة على الثقة المتبادلة والدعم المتبادل. أرى أن التعاون متبادل المنفعة حاجة مشتركة بالنسبة الى الصين، أكبر دولة نامية فى العالم، وأفريقيا قارة تضم أكبر عدد من الدول النامية. لقد شهد التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وأفريقيا تطورا كبيرا منذ إنشاء منتدى التعاون الصيني الأفريقي فى عام 2000. الصين هى أكبر شريك تجاري لأفريقيا على مدى ست سنوات متتالية، وتقوم أكثر من ثلاثة آلاف شركة صينية بأعمالها فى أفريقيا بحجم الاستثمار ما يقارب 30 مليار دولار أمريكي، مما يقدم أكثر من مائة ألف فرصة عمل لأفريقيا.

ترأس الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما قمة جوهانسبرج لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي فى أواخر العام الماضي، حيث أعلن الرئيس الصيني تنفيذ عشر خطط تعاون كبرى لتطوير العلاقات الصينية الأفريقية وذلك تشمل مجالات التصنيع والتحديث الزراعي وبناء البنى التحتية والمالية والتنمية الخضراء وتسهيل التجارة والاستثمار والحد من الفقر والإهتمام بمصلحة الشعب والصحة العامة والتبادلات الإنسانية والسلام والأمن وإلى آخره. لأجل ضمان نجاح هذه الخطط، قررت الصين تقديم 60 مليار دولار أمريكي لدعم أفريقيا خلال السنوات الثلاث المقبلة. وأهم ميزة لهذه الخطط هى تحويل نمط التجارة من الإعتماد على منتجات الموارد الى مزيد من الإستثمار والتعاون الإنتاجي وتشجيع الشركات الصينية على الإستثمار فى أفريقيا، مما يساعد أفريقيا على تسريع عملية التصنيع وتحسين قدرة التنمية المستقلة، وذلك سيكون قوة محركة هائلة للتنمية الأفريقية.

من المعروف أنه فى أفريقيا جاليات لبنانية كبيرة ويعتبر بعضهم نخبة وروادا فى مختلف الأسلاك. فيرحب الجانب الصيني بمزيد من الجاليات والشركات اللبنانية ذات القدرة والإرادة لمتابعة هذه الخطط المفيدة للتنمية الأفريقية والمشاركة فيها.



[ Suggest To A Friend ]
       [ Print ]