Home Bulletin Contact Us
Home > News and Events
كلمة سعادة السفير وانغ كيجيان في حفل إطلاق مشروع المعهد الوطني العالي للموسيقى
2018-01-10 03:35

 

دولة رئيس الوزراء سعد الحريري المحترم،

معالي الوزير غطاس خوري المحترم،

معالي الرئيس نبيل الجسر المحترم،

السيدات والسادة،

بمناسبة حلول العام الميلادي الجديد، أتمنى لكم النجاح والتوفيق وكل عام وأنتم بخير.

يشرفني أن أحضر بالنيابة عن الحكومة الصينية مراسم توقيع وتبادل المذكرات لإطلاق مشروع المعهد الوطني العالي للموسيقى في ذلك إطار المساعدات التي تقدمها الحكومة الصينية للحكومة اللبنانية. أود أن أشكر دولة الرئيس على رعايته لهذا الحفل.

تتميز الثقافة اللبنانية بالتنوع والتسامح والانفتاح وترعرع فيها مجموعة من الفنانين والموسيقيين ذوي وزن على المستويين الاقليمي والعالمي. إن الموسيقى والفنُون اللبنانية ليست كنوزا للبنان فقط، بل إنها ثروة ثقافية للبشرية. غير أن المرافق للتعليم العالي للموسيقى في لبنان محدودة، الأمر الذي يقيد بشدة قدرة التعليم الموسيقي وإمكانياته في تقديم الخدمات للجمهور.

فبناء على الطلب من الحكومة اللبنانية، قررت الحكومة الصينية مساعدة لبنان في بناء المعهد الوطني العالي للموسيقى. سيكون هذا المشروع أول مشروع متكامل للمساعدة تقوم به الحكومة الصينية في لبنان. سيساهم هذا المشروع بعد إنجازه في الارتقاء بمستوى المرافق التعليمية العالية للموسيقى في لبنان وزيادة امكانية تأهيل الموسيقيين المتميزين من جهة وتحسين الخدمات الموسيقية العامة للجمهور اللبناني بالاستفادة من القاعات الموسيقية ذات أعلى المواصفات.

سيصبح هذا المشروع معلما هاما في سجّل الصداقة الصينية اللبنانية. إن الصين ولبنان كلاهما دولة ذات تاريخ طويل وحضارة عريقة وثقافة غنية. وكان طريق الحرير القديم يربطهما منذ قرنين من الزمن. وبدأت الآلات الموسيقية والنظريات الموسيقية وفنون الرقص من آسيا الوسطى وغربي آسيا تدخل إلى الصين منذ قرن ونصف عبر طريق الحرير، ومن ثم أصبحت مكونا هاما من الثقافة الصينية.

وكانت الروح لطريق الحرير التي تتنقل عبر الأجيال نواتها هي الانفتاح والتسامح والتعلم والاستفادة المتبادلة والسلام والتعاون والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك. نأمل أن يساهم هذا المشروع في رفع إقبال الطلاب من لبنان والدول المجاورة أو دول العالم على دراسة الموسيقى والفن في لبنان وجذب مزيد من الموسيقيين والفنانين المشهورين عالميا لتقديم عروض أو التدريس في لبنان، الأمر الذي يجعل لبنان مركزا للتواصل الثقافي والفني على طريق الحرير الجديد ويصبح هؤلاء الموسيقيون والطلاب مروجين لروح طريق الحرير ويصبح هذا المشروع نموذجا للتعاون الصيني اللبناني الناجح في عملية البناء المشترك للحزام والطريق وزيادة التفاهم بين الشعبين.

كانت وما زالت الصين من الداعمين لعملية البناء الاقتصادي في لبنان، إذ أنها قد قدمت للبنان منذ عام ١٩٩٦ ٧٤٠ مليون يوان الصيني (حولي ١٠٠ مليون دولار أمريكي) من المساعدات الاقتصادية، وأكثر من ١٠٠٠ فرصة من التدريب والورشات في الصين. ومنذ اندلاع الأزمة السورية، قد قدمت الحكومة الصينية للبنان دفعات عديدة من المساعدات الإنسانية عبر القنوات الثنائية أو المتعددة الأطراف. ونطلق هذا المشروع اليوم في مطلع العام الجديد للتأكيد على ثقتنا بلبنان ورغبتنا في المشاركة الفعالة في عملية التنمية والبناء له واستعدادنا لدعم مشاريعه الاجتماعية والمعيشية.

إن الموسيقى هي اللغة المشتركة للبشرية وهي أصوات تبشر بالسلام كما أنها عرى توطد التضامن. إن تمازج الثقافات يولد فنونا متنوعة وملونة، والحوار المفتوح والمتسامح هو مفتاح للحفاظ على السلام الذي جاء بجهود جبارة. أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ في تقريره أمام المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني إلى ان الصين ستدفع بقوة إقامة نمط جديد من العلاقات الدولية التي تقوم على الاحترام المتبادل والإنصاف والعدالة والتعاون والكسب المشترك، وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، وبناء عالم نظيف جميل منفتح شامل يسوده السلام الدائم والأمن الشامل والرخاء المشترك. لقد أثبت التاريخ أنه لَمِن قانون الدنيا الالتزام بحل النزاعات عبر الحوار وتسوية الخلافات عبر التشاور، وكسر الحاجز الحضاري عن طريق التواصل، والتمسك بالاستفادة المتبادلة بدلا من صراع الحضارات والسعى الى التعايش الحضاري بدلا من التفوق الحضاري، وحل أصوات الموسيقى محل ضجيج الحرب.

يقع لبنان في نقطة التلاقي بين الحضارات الشرقية والحضارات الغربية. كما يلتقي طريق الحرير البري والبحري في هذا الموقع الهام على الساحل الشرقي الجميل للبحر الأبيض المتوسط. لذا نأمل باخلاص أن يكون المعهد الوطني العالي اللبناني للموسيقى لؤلؤة لامعة على قلادة الصداقة بين الشعب الصيني والشعب اللبناني وتحمل ألحان السلام والتضامن.

وشكرا.



[ Suggest To A Friend ]
       [ Print ]