Home Bulletin Contact Us
Home > News and Events
مكافحة الإرهاب من جذوره وضمان حقوق الإنسان الأساسية للشعب
2019-08-27 16:51

 

في تموز الماضي، قام سفراء من 50 دولة لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف بتوقيع رسالة مشتركة موجهة إلى رئيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان للإعراب عن دعمهم لموقف الصين بشأن القضايا المتعلقة بمنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم. بالإضافة إلى ذلك، أعرب بعض الشخصيات من الدول الأخرى من خلال توجيه الرسائل على الانفراد أو نشر الأخبار أو غيرها من الوسائل عن التأييد لموقف الصين والتقدير للإنجازات التي حققتها الصين في مجال تطور حقوق اللإنسان ومكافحة الإرهاب وازالة التطرف.

وفي العام الجاري، أصدر مكتب الإعلام بمجلس الدولة الصيني 3 كتب بيضاء يعرض فيها الأوضاع الواقعية حول شينجيانغ بصورة شاملة ودقيقة لدحض الإشاعات والتشوهات المغرضة.

نشأ وانتشر التطرف الديني في شينجيانغ في السنوات الأخيرة متأثرا بانتشار التطرف الديني في العالم، الأمر الذي أدى إلى وقوع حوادث إرهابية وعنيفة بشكل متكرر. وقام المتطرفون بترويج أفكار الثيُقراطية والتفوق الديني والتكفير والجهاد تحت ستار الدين والتحريض على أعمال العنف والإرهاب وخلق المواجهة بين المجموعات العرقية. وخلال الفترة ما بين عام 1990 ونهاية عام 2016، شنت قوى الإرهاب والانفصال والتطرف الديني ("قوى الشر الثلاث") آلافا من الحوادث الإرهابية والعنيفة في شينجيانغ والمناطق الأخرى وأسفرت عن مقتل عدد كبير من الأبرياء ومئات من ضباط الشرطة وألحقت أضرارا بالغة باستقرار شينجيانغ وبحياة وممتلكات المواطنين. وقام بعض الانفصاليين بتخطيط وتنظيم عمليات الانفصال والتخريب بدعم الجهات الدولية المعادية للصين، في محاولة لإقامة المسمى بـ"دولة تركستان الشرقية" من خلال شن "حرب جهادية". من الملاحظ أن شينجيانغ هى منطقة ذاتية الحكم تابعة للصين وتنتمي إلى الأراضي الصينية منذ القدم ولم تكن شينجيانغ دولة مستقلة في أي لحظة من التاريخ ولا توجد "دولة تركستان الشرقية" المزعومة.

اتخذت الحكومة الصينية سلسلة من الإجراءات لمواجهة تحديات الإرهاب والتطرف الخطيرة في شينجيانغ وفقا للقوانين. وتتفق هذه الإجراءات مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وتم تطبيقها في إطار القوانين الداخلية لمكافحة الإرهاب. تعمل الصين على التوافق بين الحفاظ على الاستقرار وتحسين معيشة الشعب والعمل المتوازي بين الوقاية والضرب. وتسعى إلى عدم تعرّض حقوق الإنسان الأساسية لأضرار الإرهاب والتطرف من خلال تحسين معيشة الشعب وتعزيز التوعية القانونية وتأسيس مراكز التعليم والتدريب المهني وغيرها من الإجراءات.

لقد تم وضع حد لأحداث الارهاب والعنف في شينجيانغ إذ لم تشهد المنطقة أي حادث إرهابي على مدى قرابة 3 السنوات الماضية بفضل الإجراءات المتخذة لمكافحة الإرهاب وازالة التطرف. تنعم شينجيانغ الآن بالاستقرار الاجتماعي والوحدة القومية والرفاهية المعيشية، ويشعر الشعب من مختلف القوميات بمزيد من السعادة والأمان والرضا ويؤيد من صميم قلوبهم السياسات والإجراءات التي تطبقها الحكومة. كان الكتاب الأبيض بعنوان "مكافحة الإرهاب وازالة التطرف وضمان حقوق الإنسان في شينجيانغ" يعرّف المعلومات المعنية والتجارب الناجحة التي اكتسبتها الصين. إن الإنجازات العظيمة التي حققتها الصين في مجال حماية وتطوير حقوق الإنسان في شينجيانغ معروفة لدى الجميع ونالت تقديرا عاليا.

ومنذ فترة قصيرة، توجه وفد من الصحافيين من 24 دولة منها الولايات المتحدة وروسيا ووالسعودية وتركيا وإيران إلى شينجيانغ والمناطق الأخرى في الصين وقاموا بتغطية إعلامية وتبادلوا آراء وجها لوجه مع المتدربين في مراكز التعليم والتدريب والشخصيات الإسلامية ومواطنين من قوميات مختلفة. وأعرب الصحفيون عن تقديرهم لجهود الحكومة الصينية للوقاية من الإرهاب وضربه وفق القوانين وضمان حرية المعتقدات الدينية وحماية الثقافات التقليدية للأقليات القومية والتنمية الاقتصادية لتحسين معيشة الشعب وإلخ. كما أعربوا عن تفهمهم للدور المهم الذي تؤديه مراكز التعليم والتدريب في الوقاية من الإرهاب وضربه.

لقد أصبح الإرهاب والتطرف عدوين مشتركين للبشرية في عصرنا. وتعتبر مكافحة الإرهاب بقوة وازالة التطرف بصرامة مسؤولية مشتركة للمجتمع الدولي وهي خيار حتمي لضمان حقوق الإنسان. لكن بعض الدول أو المنظمات أو الأفراد تتبنى معايير مزدوجة في مكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان وتوجه اتهامات باطلة للدول الأخرى وهذا التصرف يتعارض تماما مع المسلمات الأساسية والضمير الإنساني.

شاركت الصين في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان قبل 71 عاما وتظل تلتزم باحترام وحماية حقوق الإنسان. ستواصل الصين جهودها في تطوير قضية حقوق الإنسان في شينجيانغ وستسعى بجهد إلى مكافحة الارهاب من حذوره. ستبقى الصين منفتحة للتعاون مع الجميع لتعزيز الحوار بين الدول والقوميات المختلفة وتعمل مع الدول الأخرى على بناء عالم ينعم بالحرية والسلام حيث الكل يتمتع بحقوق الإنسان الأساسية.

(تم نشر هذه المقالة في جريدة النهار اللبنانية بتاريخ 27 آب 2019)



[ Suggest To A Friend ]
       [ Print ]