Home Bulletin Contact Us
Home > News and Events
MTV النص الكامل لمقابلة سعادة السفير وانغ كيجيان مع
2020-02-18 16:00

في 13 شباطـ، أجرى سعادة السفير وانغ كيجيان مقابلة مع فادي شهوان في برنامج "بيروت اليوم" على أم تي في. النص الكامل كما يلي

 

فادي شهوان: فيروس كورونا اجتاح الصين واجتاح العالم وارتفعت الحصيلة بشكل مخيف جدا، ما هي آخر المعطيات المتعلقة بهذا المرض وما هي الحصيلة الرسمية والحقيقية حتى الآن؟

وانغ كيجيان: أود أن انتهز هذه الفرصة لأشكر قناة MTV على هذه الدعوة وأحيي المشاهدين واعبر عن شكري القلبي وامتناني الخالص للأصدقاء اللبنانيين الذين اكدوا وعبروا عن دعم وتعاطف وتعازي والذين قاموا بتبرعات للصين التي زادت ثقتنا وقدرتنا لمكافحة هذا الفيروس. والمؤسف جدا ان الوباء حدث في الصين وان الوضع الحالي للوباء تحت السيطرة بشكل عام والحصيلة الرسمية لليوم ولغاية هذه الساعة هو حالات اصابة مؤكدة 59901 وحالات اشتباه 13485 وحالات وفيات 1368 مع حالات شفاء 6158. هناك ارقام اخرى متداولة اكثر بكثير من هذه الارقام لكن هذه الارقام هي ارقام مسجلة عند الادارات الصحية الرسمية في الصين ولديها كل السند والتسجيلات الرسمية.

فادي شهوان: يحكي عن محصلة كبيرة جدا من الوفيات وهناك ناس يتحدثون والبعض من الصحف عن انها محصلة يوم واحد وليس على مدى تقريبا شهر؟

وانغ كيجيان: يا ريت يقدمون أدلة على ذلك.

فادي شهوان: في تغطية على حجم الاصابات هل يوجد محاولة لعدم تسريب الحجم الحقيقي للاصابات، هناك صور تمر على مواقع التواصل الاجتماعي وهي صور مقززة جدا لأشخاص ميتون على الارض والطرقات وفي الشوارع، هل هي صور حقيقية أم لا ؟

وانغ كيجيان: منذ بداية انتشار هذا الوباء قامت الحكومة الصينية بالتعامل بكل القوة والحسم لتصدي هذا الوباء وفي نفس الوقت تتصرف الحكومة بكل شفافية ومسؤولية من ناحية اعلان كل البيانات لديها في الاجهزة الصحية وتبذل كل الجهود لعلاج كل المرضى الموجودين في مدينة ووهان أو في أي مناطق اخرى وحشد كل الطاقات من كل البلد للتعامل والتعاطي مع هذا الوباء، فليس هناك أي شيء لتغطيها لأنه نحن نتصرف من مسؤوليتنا تجاه صحة الشعب الصيني والمهمة الأهم الملحة هي تشخيص كل حالة مصابة وعلاجها. واذا قام أي شخص للتغطية من أي مسؤول فهذا الشيء يضر بالجهود للتصدي لهذا الوباء وسوف يلاحق ويحاكم. وبالنسبة للصور والفيديوهات المتداولة كلها مزيفة وقد رأيتها وهي مأخوذة من أماكن مختلفة وحالات لا علاقة لها بهذا الفيروس.

فادي شهوان: نحن نحاول أن نضيء على الحقيقة للرأي العام فلا نوجه أي اتهام أو أي شيء، هناك حجم تداول كبير على مواقع التواصل وهذا يؤثر بالرأي العام وحضرتك وصفت هذا الفيروس بالوباء نتيجة هذه المحصلة الكبيرة والمرتفعة جدا ويبدو أن الجغرافية الصينية كلها قد انتشر بها هذا الوباء بشكل متفاوت؟

وانغ كيجيان: هذا الوباء أو الفيروس بدأ من مدينة ووهان التي تقع في وسط الصين (قلب الصين) وهي همزة الوصل في الصين في المواصلات جنوبا وشمالا وشرقا وغربا. هناك سكان تنتقل بشكل كبير جدا وعندما ينطلق هذا المرض من ووهان ينطلق إلى أماكن ومناطق أخرى. لكن اكتشفنا وتأكدنا من هذا الفيروس فورا, وأخذنا باجراء حاسم وقوي هو حصر مدينة ووهان واغلاقها بشكل كامل وبهذا الاجراء نمنع انتقال هذا الفيروس بشكل كبير لبقية المناطق، حتى الطرقات كلها قطعت لمنع انتقال هذا الفيروس إلى مناطق أخرى.

فادي شهوان: ما هي الاجراءات القاسية التي اتخذت لعدم انتشار الفيروس؟

وانغ كيجيان: أولا حصر المدينة ممنوع الدخول أو الخروج إلا بإذن من السلطات. وثانيا وقف جميع النشاطات العامة ووقف جميع المواصلات العامة ومنع السيارات الخاصة إلا بتصاريح مثل الاسعاف أو المهام الطبية. ولكن يمكن للسكان الخروج بكل حرية للتسوق ولكن كل شخص عليه أن يضع الكمامة ويقوم بالتعقيم والأحياء التي فيها اصابة نفرض حجر صحي واجراءات أكثر صرامة مثل منع خروج المصابين قبل انتقالهم إلى المستشفى وهكذا نمنع انتقال الفيروس للمزيد من السكان. هذه اجراءات فعالة لدرجة أن معظم الاصابات ومعظم الوفيات تحدث الآن في ووهان أما مناطق اخرى في الصين فنجد عدد الاصابات و الوفيات قليلة مقارنة بمدينة ووهان. وهذا بالاضافة إلى الاجراءات التي اتخذتها الحكومة الصينية لمنع انتقال هذا الفيروس إلى خارج حدود الصين من خلال وقف وتجميد جميع الوفود السياحية من الصين إلى الخارج.

فادي شهوان: يوجد مستشفيات ميدانية بنيت بسرعة استثنائية للعلاج، إلى أي مدى ساهمت في تقليص حجم الوفيات أو تقليل الوفيات والاصابات؟

وانغ كيجيان:الوباء والفيروس يحدث بشكل انفجاري في ووهان وكانت القدرة الاستيعابية للمستشفيات في مدينة ووهان لا تستطيع ان تستوعب كل المصابين بهذا المرض لذلك قررت الحكومة المركزية بارسال فرق طبية وعسكرية لدعم المستشفيات في ووهان وأيضا انشاء مستشفيبن في فترة زمنية قصيرة جدا لاستيعاب المرضى وايضا تحويل صالات المغطاة إلى أماكن مستشفيات مؤقتة لاستيعاب المصابين التي تعاني من حالات خفيفة جدا ولكنها حالات مؤكدة لهم أعراض خفيفة ويعالجوا ويشفوا في الفترات القادمة. وهذه الاجراءات تساهم في أولا تخفيض عدد المصابين في ووهان وعلاجهم في وقت سريع .

فادي شهوان: هل اكتشف مصدر هذا الوباء؟

وانغ كيجيان:خبراء من منظمة الصحة العالمية أكدوا ان هناك روابط وثيقة بين الخفافيش المنتشرة في الصين وفي جنوب شرق آسيا وافريقيا مع هذا الفيروس لكن كيفية الانتقال من الخفافيش إلى الانسان غير معروفة حتى الآن.

فادي شهوان: يقال من خلال الأكل لأن الخفافيش تؤكل في الصين هكذا سمعنا؟

وانغ كيجيان: بكل صراحة لم اسمع في حياتي عن ناس تأكل الخفافيش لا أعرف. ولكن البعض يقال بأنه يباع في سوق الأسماك في ووهان وتباع حيوانات برية بشكل غير قانوني. إذ أن القانون يمنع المتاجرة بهذه الحيوانات البرية. أنا لا اعرف شخصيا اذا هناك خفافيش تباع في ووهان ولكن كل الصور والفيديوهات التي وجدناها على الانترنت هي غير مصورة في ووهان ولا في الصين إذ انها مصورة كلها في جنوب شرق آسيا أو في جزر في جنوب المحيط الهادي. أقول ذلك بكل صدق ومسؤولية. ولكن لست متأكد من طريقة الانتقال.

فادي شهوان: على مدى أسبوعين يوجد أكثر من 1000 وفاة و59000 اصابة و13000 اشتباه هل هذا انفجار وبائي؟

وانغ كيجيان:الخبراء يصفون هذا الفيروس بأنه ينتمي إلى عائلة الكورونا وهناك فيروسات كثيرة تتبع هذه العائلة وميزاته قدرة الانتقال أقوى بكثير من بقية الفيروسات السابقة.

فادي شهوان: كيف ينتقل هذا الفيروس ؟

وانغ كيجيان:ينتقل عن طريق الرذاذ بشكل رئيسي هذا ما نعلمه حتى الآن. ينتقل من خلال النفس ورذاذ اللعاب والرشح، وميزات هذا الفيروس ان نسبة الوفيات أقل من الفيروسات الاخرى وهو ينتقل بسرعة وبقوة أكبر في وقت زمني قصير لكن نسبة الوفيات أقل بكثير مقارنة بالفيروسات الاخرى مثل السارس أو مارس أو H1N1 في امريكا.

فادي شهوان: اذن الكورونا أقل فتكا مقارنة بالفيروسات الاخرى، هل اكتشف أي دواء للكورونا أم بعد؟

وانغ كيجيان:حتى الآن لم يتم تطوير اللقاح ضد الكورونا، وهناك جهود حثيثة لتطوير الادوية. أغلب حالات الوفيات ماتوا من أمراض مصاحبة مثلا بالقلب أو السكري أو الكلي. وهذا الفيروس ساعد على تخفيف جهاز المناعة لدى الانسان والذى أدى إلى الوفاة.

فادي شهوان: هل تحاول أن تخفف من خطورة الوضع حتى لا تقلق الناس أم هذه هي الحقيقة؟

وانغ كيجيان:هناك أكثر من 6000 شفاء بطريقة معالجة الامراض المصاحبة لهم وتقوية المناعة. هناك تجارب تجري حاليا لبعض الادوية التي تقلل حيوية هذا الفيروس ولكن لم نصل إلى مرحلة استعماله في المستشفيات بعد. بشكل مختصر هذا الفيروس ينتقل بسرعة أكبر ولكن نسبة الوفيات أقل مما نشهده في السارس أم مارس.

فادي شهوان: هل هناك مدى زمني وضعته الصين لتطويق هذا الفيروس والقضاء عليه؟

وانغ كيجيان:حسب خبراء صينيين ومنظمة الصحة العالمية فإن فترة حضانة هذا الفيروس أسبوعين أي 14 يوم وبعض التقارير تشير إلى أن مدة الحضانة قد تكون أطول ولكن ليس مؤكد حتى الآن.

فادي شهوان: ماذا تقصد بالحضانة؟

وانغ كيجيان:يعني الفيروس يمكن أن يحمله الشخص دون ظهور العوارض.

فادي شهوان: سؤالي هو كيف القضاء على الفيروس؟

وانغ كيجيان:لو كان الشخص مصاب بهذا الفيروس ولا تظهر عليه العوارض لمدة 14 يوم قد يشفي. ولكن الآن في الصين حتى لو الوضع تحت السيطرة لكن نحن في فترة حاسمة وسنشدد هذه الاجراءات ليتم تراجع كبير للحالات الجديدة والوفيات. ونأمل أن تكون هذه النقطة في أقرب وقت ممكن.

فادي شهوان: ألا يوجد مدة زمنية محددة للقضاء على الكورونا؟

وانغ كيجيان:علميا لا يمكن أن نتنبأ الآن، البعض يقول خلال عشرة أيام أو أسبوعين والبعض يقول ربما أطول حسب الظروف.

فادي شهوان: كم عدد سكان مدينةووهان؟

وانغ كيجيان: 11 مليون زائد 5 ملايين سكان غير مقيمين.

فادي شهوان: يعني 16 مليون شخص عرضه للاصابة بالكورونا في ووهان؟

وانغ كيجيان: ينصح بالبقاء في البيوت لجميع المواطنين العاديين غير المصابين وأن تراقب نفسها. والآن هناك اجراء أشد من ذلك هو استيعاب كل الحالات المصابة إلى المستشفى لعلاجهم وعزلهم، واذا كان هناك احياء تحدث فيها اصابات ستوضع بحجر صحي اجباري لمدة 14 يوم.

فادي شهوان: هناك وفيات في اليابان وامريكا وهناك باخرة صينية رفضت بعض البلدان استقبالها، هل هذا المرض الأشهر والأخطر اليوم؟

وانغ كيجيان: عدد الاصابات خارج حدود الصين بالمئات وهو قليل جدا وهناك 3 وفيات للاجانب واحد في الفليبين ومواطن أمريكي من أصل صيني ومواطن ياباني. أما الحالات الاخرى ليست حالات حرجة في هذه الدول. الكثير من الدول تأخذ اجراءات احترازية لمنع الفيروس وهناك اجراءات كثيرة مبالغ فيها اكثر مما توصي بها منظمة الصحة العالمية وغير مبررة، إذ ان منظمة الصحة العالمية لا توصي بعدم التعامل التجاري وفرض قيود على السفريات بين الصين وبقية الدول وهذه اجراءات غير مبررة ولا تقوم على الحقائق وهذا نتيجة للفزع والخوف وعدم توافر المعرفة بهذا الفيروس.

أما بالنسبة لسفينة الركاب التابعة لليابان والسفينة التابعة لهونغ كونغ فهناك حالات اصابة كثيرة بالسفينة اليابانية وإن السلطات اليابانية تتعامل مع هذه السفينة بكل مسؤولية ويتم تشخيص اختبار كل من على متن السفينة ويعالج جميعها.

فادي شهوان: هناك كلام عن امكانية ان يكون هذا الفيروس لإضعاف الصين وانتشارها التجاري، هل هذا الوباء مؤامرة هل نشر الوباء في ووهان ليسيطر على الصين ويحد من نشاطها التجاري؟

وانغ كيجيان: هناك نظريات مؤامرة كثيرة جدا منتشرة في الانترنت وفعلا نلاحظ ان الشعب الصيني يكافح للتصدي لهذا المرض بكل طاقاته وتضحياته، بينما نجد بعض المسؤولين من دول الرئيسية تطرح تصاريح غير مقبولة. مثلا الوزير الأمريكي يقول انها فرصة لانتقال فرص العمل من الصين إلى امريكا والبعض يهاجم الصين والحزب الشيوعي الصيني كل هذا مع اتخاذ اجراءات غير مبررة ومبالغ فيها وهذا يجعل الناس تفكر ما هو سبب كل هذا هل أسبابه صحية بحته أم هناك دوافع سياسية واقتصادية، مع ذلك أنا لا أصدق بهذه المؤامرات لانه علميا كل من يستخدم هذا المرض كسلاح سوف يعود عليه ويتضرر عاجلا أم آجلا.

فادي شهوان: إلى أي مدى كانت نتائج هذا المرض وتداعياته كبيرة على الاقتصاد الصيني؟ إلى أي مدى تستطيع الصين أن تبقى منعزلة عن العالم الخارجي؟

وانغ كيجيان:فعلا هناك آثار كبيرة على الاقتصاد الصيني والاقتصاد العالمي. على مستوى اقتصاد الوطني الصيني هناك آثار بسبب الاجراءات الصحية التي اتخذتها الحكومة الصينية من قطع المواصلات بين المحافظات والمقاطعات وإلغاء جميع الحفلات العامة وكانت ضربة كبيرة جدا على الاقتصاد الصيني خصوصا هذه الفترة حيث كنا نحتفل بعيد رأس السنة الصينية الجديدة ولدينا خسائر كبيرة جدا على السياحة وعلى الفنادق وعلى المطاعم والأماكن السياحية في الصين، وهناك أيضا صعوبة على المصانع والشركات الصينية لإستئناف تشغيلها بسبب صعوبة وصول الموظفين إليها وأيضا بسبب الاجراءات التي فرضتها بعض الدول على الصين فهناك صعوبة في التنقل بين الأفراد وهناك صعوبة في تلبية الالتزامات التجارية بينها. وهناك أيضا التحركات التجارية العالمية متأثرة بهذا الوضع لان الصين هي قوة اقتصادية كبيرة جدا وحلقة مهمة جدا في سلسلة الانتاج العالمي إذ أن كثير من الشركات العالمية تعتمد على مصانع صينية.

فادي شهوان: كم هي حجم الخسائر؟

وانغ كيجيان:ليس هناك تقدير حتى اليوم سواء أكان تقدير رسمي أو شخصي لأننا انتهينا من إجازة رأس السنة الصينية الاسبوع الماضي، لكن نحن نؤمن بالقيادة القوية لرئيس الصين شي جين بينغ والاجراءات الشاملة القوية من الحكومة الصينية ودعم وتكاتف وتضحية من الشعب الصيني سنتمكن من السيطرة والقضاء على الوباء لفترة ليست بطويلة ويمكن أن الاقتصاد الصيني يعود إلى النمو السليم في الفترة القادمة. الآثار ستكون المؤتت.

فادي شهوان: هل تتواصلون مع وزارة الصحة اللبنانية؟

وانغ كيجيان: نحن نتواصل ونتعاون مع السلطات اللبنانية بشكل وثيق متمثلة بوزارة الصحة العامة اللبنانية بشكل يومي ونتبادل المعلومات وليس هناك لغاية اليوم حالات اصابة بين المواطنين اللبنانيين في لبنان أو في الصين كما لا يوجد حالات اصابة الجالية الصينية في لبنان، ووزارة الصحة تقوم باجراءات وقاية لهذا الفيروس ومسح لدرجة الحرارة عند المطار واخذ بيانات المسافر القادم من الصين ومتابعة كل القادمين من الصين وعزلهم اذا كانت حالات ضرورة في مستشفى رفيق الحريري، ان حركة الركاب ضئيلة جدا الان بسبب توقف جميع الوفود السياحية إلى الخارج. أما التجارة فهي تسير بشكل طبيعي فمنظمة الصحة العالمية أكدت بأن الفيروس لا يعيش على الاسطح الجافة إلا لمدة ساعات معدودة لذلك آمن جدا أن تشتري البضائع من الصين وأن تستخدمها لأن الشحنة من الصين تأخذ أكثر من أسبوعين لتصل.

فادي شهوان: حزب الله يدعو اللبنانيين إلى اللجوء إلى الصين كبديل عن النظام الامريكي والدول الغربية المالي والاقتصادي، هل الصين قادرة اليوم ان تشكل بديل عن النظام المالي العالمي؟

وانغ كيجيان:أولا أؤكد ان سياسات الصين الخارجية هو عدم التحالف وعدم الانحياز. لن ندخل في تحالف مع طرف ضد الآخر.نحترم الشؤون الداخلية للغير بما فيها لبنان. من خلال وجودي في لبنان منذ 3 سنوات ونصف، هناك اجماع سياسي وطائفي بانه يجب تعزيز التعاون مع الصين سياسيا واقتصاديا وثقافيا.

فادي شهوان: هل تستطيع الصين ان تلعب دور البديل؟

وانغ كيجيان:سياسيا نؤمن بتعددية الأطراف لتحقيق العدالة والمساواة بين جميع الأطراف. نحن لا نسعى إلى الهيمنة ولا نسعى إلى نزع ساحة النفوذ من أحد في الشرق الأوسط أو فيأماكنأخرى، ولا نسعى إلى تنصيب الوكلاء ولا نسعى إلى ملء الفراغات. وقد أكد رئيس الصين على هذا الطرح أمام الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بالتالي نحن منفتحين على الجميع في لبنان ونحن مستعدون بالتعاون مع الجميع لمصلحة البلدين اللبناني والصيني.

فادي شهوان: هل يستطيع لبنان ان يترك كافة الاقتصادات العالمية ويتكل على الاقتصاد الصيني؟

وانغ كيجيان:هذا ما يقرره اللبنانيون.

فادي شهوان: عرضت الصين خطط استثمارية عديدة في لبنان لماذا هذا العرض لا يزال حبر على ورق ولم ينفذ، ما هي المعوقات؟

وانغ كيجيان:ليس هناك عروض بل هناك تشاور مستمر بين الجانبين الصيني واللبناني حول هذه المشاريع والأفكار. والجانب اللبناني مرحب بهذه الأفكار وان حكومة الرئيس الحريري رحبت بالتعاون مع الشركات الصينية،أكد لي شخصيا أكثر من مرة ان يجب تعزيز التعاون مع الصين. ونحن ننتظر المشاريع المقترحة من الجانب اللبناني.

فادي شهوان: هل لامستم جدية من الطرف اللبناني؟

وانغ كيجيان: أغلب الشركات الصينية التي زارت لبنان هدفها الرئيسي استطلاع ودراسة السوق والتعرف على خطة والمشاريع المحتملة الموجودة لدى الجانب اللبناني، وان تبادل المعلومات لا زال جاري. انما ليس صحيح ان الشركات تحمل أفكار متكاملة وعروض معينة.

فادي شهوان: هل هذه المشاريع لا زالت في اطار البحث مع الحكومة الجديدة وهل هناك مبادرة حثية لمساعدة لبنان في الانتهاء من أزمته الحالية؟

وانغ كيجيان: نحن نتابع عمليات تشكيل الحكومة، ونهنئ الحكومة الجديدة حصول عل الثفة من البرلمان. يمر لبنان بتحديات كبيرة، فمن ضرورة ان هناك الحكومة القادرة على مواجهة هذه التحديات. ونتطلع إلى مواصلة التشاور والتعاون مع الحكومة الجديدة في كافة المجالات. يمكن ان يتم التعاون بيننا بعدة نواحي من خلال مواصلة دعم لبنان من خلال تقديم منح وتمويل لمشروع المعهد العالي للموسيقى التي اتفقت حكومة لبنان والصين على إنشائه. سنواصل تقديم مساعدات انسانية عينية للبنان لتخفيف أعباء النازحين السوريين ومساعدة المجتمع اللبناني. وقد قدمنا دفعة من المساعدات من أدوية وخيم وأرز وقمح وأدوات طبية، وسنواصل التقديم اذا اقتضت الضرورة. بالنسبة لمشاريع البنى التحتية أو الطاقة نحن مستعدون للعمل مع الجانب اللبناني.

فادي شهوان: هل هناك شروط للصين للتعامل مع لبنان بالمشاريع الكبرى التي لبنان بحاجة إليها وتكلف الكثير من الأموال؟

وانغ كيجيان:ليس هناك شروط بمعنى الكلمة بل نحن نتعامل مع الجانب اللبناني على أساس الاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة. نتعامل على المشاريع التي لها جدوى اقتصادية واجتماعية جيدة والتي تساعد في الارتقاء بالمستوى المعيشي للشعب في لبنان والارتقاء بالمستوى الصناعي في لبنان.

فادي شهوان: لماذا لم يتفقوا إلى الآن الشركات الصينية مع لبنان، هل لدى الصين شروط كالنأي بالنفس للبنان وحصر السلاح بالجيش اللبناني، هل هذا شرط صيني؟

وانغ كيجيان:التعامل يجب ان يكون على قدم المساواة بين الصين ولبنان ولا نفرض شروط سياسية على لبنان في أي مشروع التعاون.

فادي شهوان: تخافون من غياب الشفافية في بناء أي مشاريع؟

وانغ كيجيان:أسلوب التعامل جاء نتيجة التشاور بيننا وبين مجلس الانماء والاعمار وقد وجدنا أفضل وأسهل طريقة هو ان يقوم الجانب الصيني بكل شيء في مشروع بناء المعهد العالي للموسيقى بل ان مجلس الانماء والاعمار هو الذى اقترح هذا الاسلوب.

فادي شهوان: هل اقترحت الصين بناء أي معمل لطاقة الكهرباء في لبنان؟

وانغ كيجيان:عادة الشركات وحكومة الصين لا تقترح على بلد آخر مشروع معين بل نعتمد على مشروعكم وأفكاركم وخططكم، ومندوبي الشركات الصينية التي زارت لبنان اكدوا على احتياج كبير على البنى التحتية وهناك فرص لدخول الشركات الصينية التي تتمتع بامكانية فنية ومالية بأي مشاريع للتنفيذ والتمويل على ان يتم ايجاد شركاء لهم في التنفيذ وايجاد صفقة على جدوى اقتصادية واجتماعية للطرفين الصيني واللبناني.

فادي شهوان: هل يوجد غياب للشفافية، أي هل وجدوا الشركات الصينية أن البعض يطلب Percentage ؟

وانغ كيجيان:سمعت من مندوبي الشركات الصينية بأنهم ينتظرون طرح المناقصات الدولية للدخول فيها اذا وجدوا جدوى اقتصادية واجتماعية لهذه المشاريع اما مواضيع اخرى فلم يقولوا لي شيء.

فادي شهوان: الميزان التجاري بين الصين ولبنان غير متوازن، لماذا الصين لا تشتري من لبنان البضاعة اللبنانية؟

وانغ كيجيان: السوق اللبناني سوق مفتوح وكذلك السوق الصيني هو سوق مفتوح وضخم جدا. وبحكم الاختلاف في الوزن الاقتصادي وقدرة الصناعة بين البلدين، فإن النتيجة الطبيعية هو واردات منالصين أكثر بكثير من الصادرات اللبنانية إلى الصين، فيالعام الماضي، كانت البضاعة المستوردة من لبنان تقدر 13.5 مليون دولار بمقابل 1.6 مليار دولار لواردات منالصين. ان السلع الصينية تسد حاجات اللبنانيين بكل المستويات. نحن نشجع ونتعاون مع وزارة الاقتصاد والتجارة اللبنانية بشكل وثيق لتشجيع الصادرات اللبنانية إلى الصين ومن خلال دعم مشاركة التجار والصناعيين اللبنانيين لترويج بضائعهم في الصين ومشاركتهم في المعارض التجارية في الصين أ و اختيار السلع التي لها ميزة لبنانية ولها قدرة تنافسية قوية في السوق الصيني. ونحن دائما نعمل مع وزارة الاقتصاد والتجارة في هذا الصدد.

فادي شهوان: هل طرحت عليكم رفع الرسوم الجمركية على البضاعة التنافسية للبضاعة اللبنانية؟

وانغ كيجيان:في الحكومة السابقة كان تم إقرار زيادة تعرفة الرسوم على بعض الواردات وقد تابعت البيان الوزاري الجديد ربما هناك زيادة جديدة في الضرائب ولا أعرف التفاصيل. لكن الضرائب هي من اختصاص السيادة اللبنانية وأعتقد ان الضرائب الجمركية لها آثار مزدوجة ربما تحقق حماية الصناعة المحلية ولكن في نفس الوقت تزيد من عبء المستهلكين المحليين.

أخيرا اشكركم على هذه الفرصة لهذا البرنامج وتمنياتنا لان يحقق لبنان الاستقرار السياسي واستعادة الثقة من اللبنانيين والمجتمع الدولي وتحقيق الاستقرار والنمو. نحن ندعم لبنان في جهوده للحفاظ على السيادة ووحدة اراضيه وندعم استقلاليتة السياسية والدبلوماسية اللبنانية.



[ Suggest To A Friend ]
       [ Print ]