Home Bulletin Contact Us
Home > News and Events
مقابلة سعادة السفير الصيني وانغ كيجيان مع موقع صحيفة الإندبندنت عربية
2020-04-25 22:14

في 24 نيسان، أصدر موقع صحيفة الإندبندنت عربية مقابلة مع سعادة السفير الصيني وانغ كيجيان.

قال سعادة السفير أن الصين نجحت في قطع حركة الانتقال المحلي لهذا الوباء بشكل أساسي وبدأت عملية استئناف متدرج ومنتظم للعمل والإنتاج والأسواق والمدارس، مشيراً إلى أن الصين لا تزال تواجه ضغط إصابات جديدة، معظمها مستوردة، لذلك لا تستطيع أن تعلن النصر الكامل على هذا الوباء. والصين تحافظ على التدابير الوقائية الصارمة لمنع عودة انفجار الوباء داخلياً واحتواء دخول حالات الإصابة عبر الحدود.

تجاه الاتهامات الموجهة إلي الصين من الغرب، أكد سعادة السفير أن هذا المرض لا يكترث بالحدود ولا يفرّق بين الأعراق، فهو عدو مشترك للبشرية، والصين كانت أول دولة تضرّرت من هذا الوباء، مسجلة أكثر من 84000 إصابة مؤكدة، من بينها 4642 حالة وفاة حتى 23 نيسان، مشيراً إلى أن الوضع العالمي للوباء لا يزال خطيراً للغاية. لا تساعد الاتهامات الباطلة على مكافحة المرض، بل تنشر الذعر والتعصب والمعارضة بين الأفراد وستلحق أضراراً بالتعاون الدولي لمكافحة المرض، مضيفاً أنه يجب تجاوز الخلافات الأيديولوجية بين الدول والامتناع عن ترويج الاتهامات والشكوك التي لا أساس لها من الصحة أو تسيّس التعاون في مكافحة المرض أو تلقي اللوم على الآخرين أو تتنصّل من المسؤولية عن طريق نشر الأكاذيب.

عن "نظرية المؤامرة"، بخاصة تلك التي ظهرت من خلال روايات وأفلام سينمائية عُرضت قبل سنوات، لفت سعادة السفير إلى أن أعمال أدبية وسينمائية عدّة في العالم تحدثت عن الأمراض المعدية، على سبيل المثال فيلم هوليوود "عدوى"، إذ يعتقد كثيرون أن حبكة الفيلم تشبه مرض كوفيد-19، فقال الكاتب إن المجتمع الحديث سيتضرّر بتفشّي الوباء عاجلاً أم آجلاً ويجب أن نستعد له. وشرح سعادة السفير أن المقصود هو أن تحافظ البشرية على درجة عالية من اليقظة طول الوقت والاهتمام بالتحديات المشتركة مثل الأمراض المعدية المميتة والعمل بنشاط وتضافر الجهود في الاستجابة، مضيفاً أن تحديد مصدر الفيروس هو مسألة علمية وعلينا أن نلجأ إلى الدارسات والأبحاث التي يجريها العلماء والمتخصصون بدلاً من البحث عن الأجوبة في الأعمال الأدبية أو السينمائية.

وحول تاريخ الصين الطويل مع انتشار الأوبئة والأمراض، قال سعادة السفير إن الصين دولة ذات كثافة سكانية عالية منذ القدم وتتعرض مثل دول عدّة لأضرار الأوبئة، كالطاعون والجدري الذي أودى بأرواح عدد كبير من البشر. وتحرص الحكومة الصينية على الصحة العامة واتخذت سلسلة إجراءات في هذا المجال، مثل تطوير القوانين للوقاية والسيطرة على الأمراض وتكثيف حملات التطعيم وتعزيز قدرات المراقبة والإنذار المبكر للأمراض المعدية والالتزام بالتعاون الدولي بنشاط. ولفت سعادته إلى أن الصين استخلصت خبرات ودروس من مكافحة أمراض السارس وإنفلونزا الطيور وغيرها من الأوبئة، ما ساعدها في السيطرة بشكل فعال على الطاعون والسل والإيدز وغيرها من الأمراض المعدية الرئيسة التي كانت تشكّل تهديداً خطيراً لصحة الشعب الصيني. واليوم يتزايد الإدراك العام لأهمية اتّباع عادات صحية جيدة، مثل غسل اليدين المتكرر واستخدام العيدان النظيفة لتوزيع أو أخذ الطعام على الموائد. وعن ارتباط الفيروس بأكل الخفافيش، أشار إلى أن أكل الحيوانات البرية عمل غير قانوني في الصين ولم يرَ في حياته خفافيش تُباع في أسواق أو تؤكل في المطاعم أو في المنازل.

ورفض سعادة السفير ادعاءات الرئيس الأميركي بانحياز منظمة الصحة العالمية إلى الصين، قائلاً إنه منذ تفشّي الوباء، قامت منظمة الصحة العالمية بنشاط في تأدية واجباتها ولعبت دوراً مهماً في مساعدة الدول للتعامل مع تفشّي المرض ودفع التعاون الدولي انطلاقاً من الموضوعية والعلم والعدالة. وأشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ودول عدّة مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا واليابان عبّرت عن دعمها للمنظمة، كما أن الجمعية العامة للأمم المتحدة تبنّت قراراً بالإجماع يؤكد أهمية دورها، إضافةً إلى البيان الصادر عن دول مجموعة العشرين الذي أبدى دعماً كاملاً لدورها والالتزام بتعزيز هذا الدور في تنسيق الاستجابة الدولية للمرض، ما يعكس الرأي المشترك للمجتمع الدولي.

وأوضح سعادته أن الصين مستعدة لمواصلة تقديم المساعدات في حدود قدراتها للدول التي تحتاج إلى الدعم. عندما ترى الصين تزايداً في عدد الوفيات بسبب الوباء، تمدّ يدها للمساعدة، انطلاقاً من الحس الإنساني وليس بهدف سياسي، مؤكداً أن المساعدة أمر طبيعي في حين أن الوقوف على الحياد، تصرف مستهجن، ومشدّداً على أن الشعب الصيني لن ينسى ما قدمه المجتمع الدولي له من دعم ومساعدة قيّمة في أصعب أوقات مكافحة وباء كوفيد-19.

حول نظام العالم بعد الوباء، قال سعادة السفير أن تفشّي وباء كورونا يدل مرة أخرى على أن البشرية مرتبطة بمصير مشترك، إذ تتضامن في السراء والضراء، وهذه ليست المرة الأولى وربما لن تكون المرة الأخيرة التي يشهد العالم فيها حالات طوارئ كبرى مثل وباء كوفيد-19، متوقعاً أن يواجه العالم اختبارات أمنية سواء كانت تقليدية أو غير تقليدية، في عصر العولمة الاقتصادية، إذ لا تستطيع أي دولة مهما كانت قوتها أن تبتعد عن الأزمة العالمية وتحمي ذاتها من دون مراعاة الآخرين. وصرح أن دول العالم ستدرك بشكل أعمق من خلال العمل المشترك لمكافحة الوباء أنه لا سبيل لمواجهة المخاطر والتحديات العالمية وبناء ديار جميلة على كوكب الأرض إلّا بالتضامن والتعاون وتضافر الجهود والالتزام بتعددية الأطراف والتمسك بمفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

أكد سعادة السفير أن الصين لا توافق على نظرية السعي إلى الهيمنة الدولية، وهي من الدول الداعمة لتعدد الأطراف، وتدعو دائماً إلى ضرورة تعزيز هذه التعددية، وتمارسها عبر التعاون الدولي لمكافحة الوباء بشكل فاعل وتؤازر الدور الريادي للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بقوة وتعمل على التنسيق الدولي للتعاون في مكافحة الوباء وقدمت مساهمة إيجابية في معركة التصدي له بالسيطرة عليه والوقاية منه.



[ Suggest To A Friend ]
       [ Print ]