Home Bulletin Contact Us
Home > News and Events
نشرت النهار مقال سعادة السفير تشيان مينجيان بعنوان توارث الصداقة التقليدية ورسم مخطط مشترك للتنمية
2022-12-13 08:00

في يوم ١٢ كانون الأول، نشرت النهار مقال سعادة السفير الصيني في لبنان تشيان مينجيان بعنوان "توارث الصداقة التقليدية ورسم مخطط مشترك للتنمية". فيما يلي النص الكامل:

في الفترة من 7 إلى 10 كانون الأول (ديسمبر)، قام الرئيس الصيني شي جينبينغ بزيارة الدولة إلى المملكة العربية السعودية حيث حضر القمة الصينية العربية الأولى. وتعتبر هذه الزيارة أكبر حدث دبلوماسي والأعلى في المستوى للصين مع العالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، وهذه أيضاً الزيارة الأولى للرئيس الصيني شي جينبينغ إلى الشرق الأوسط بعد الانعقاد الناجح للمؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني. ستفتح القمة الصينية العربية الأولى عصراً جديداً للعلاقات بين الصين والعالم العربي وستصبح معلماً فارقاً في تاريخ العلاقات الصينية العربية.

تضرب العلاقات الصينية - العربية جذورها في أعماق التاريخ. فمنذ أكثر من 2000 سنة، أقامت الصين والدول العربية التواصل التجاري والشعبي عبر طريق الحرير، وتسجل فصولاً تاريخية رائعة من التعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك. منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، ظلت الصين والدول العربية تتبادل الفهم والاحترام وتدعم بعضهما البعض في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية للجانب الآخر، وتتحد وتتقدم معاً في قضية تحقيق أحلام نهضة الأمة، وتتضامع بروح الفريق الواحد في المعركة ضد جائحة الكورونا. وبلور الجانبان روح الصداقة الصينية - العربية المتمثلة في "التضامن والتآزر والمساواة والمنفعة المتبادلة والشمول والاستفادة المتبادلة".

في العقد الماضي، دخلت كل من الاشتراكية ذات الخصائص الصينية والعلاقات الصينية العربية عصراً جديداً. أقامت الصين مع الدول العربية كمجموعة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة لمستقبل أفضل. ومع إنشاء 17 آلية تعاون بين الجانبين في إطار منتدى التعاون الصيني - العربي، ازداد حجم التبادل التجاري بين الصين والدول العربية بـ100 مليار دولار أميركي، حيث تجاوز إجمالية 300 مليار دولار أميركي؛ وبلغ رصيد الاستثمار المباشر الصيني في الدول العربية 23 مليار دولار أميركي بزيادة 2.6 ضعف. كما وقّعت 20 دولة عربية على وثائق تعاون مع الصين بشأن البناء المشترك لـ"الحزام والطريق"، وتم تنفيذ أكثر من 200 مشروع، الأمر الذي عاد بالخير على قرابة ملياري نسمة لدى الجانبين. أعربت 17 دولة عربية عن دعمها لمبادرة التنمية العالمية، وانضمت 15 دولة عربية إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وشاركت 14 دولة عربية في "مبادرة التعاون بين الصين وجامعة الدول العربية في مجال أمن البيانات"، وكان لبنان مشاركاً في جميع مشاريع التعاون.

في الوقت الراهن، دخل العالم مرحلة جديدة من الاضطراب والتحول، وتشهد منطقة الشرق الأوسط تغيرات جديدة وعميقة. إن توارث وتطوير روح الصداقة الصينية العربية وبناء مجتمع مستقبل مشترك أوثق بين الصين والدول العربية هو خيار استراتيجي للصين والدول العربية لتعزيز التضامن والتعاون. وصدر عن القمة "إعلان الرياض الصادر عن القمة الصينية - العربية الأولى" و"الخطوط العريضة لخطة التعاون الشامل بين جمهورية الصين الشعبية والدول العربية" ووثيقة حول "تعميق الشراكة الاستراتيجية الصينية - العربية من أجل السلام والتنمية". اتفق الجانبان على العمل بكل الجهود على بناء المجتمع الصيني - العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد، بغية تخطيط آفاق تطور العلاقات الصينية العربية بشكل مشترك. كالخطوة الأولى لبناء المجتمع الصيني - العربي للمستقبل المشترك وتنفيذ "الخطوط العريضة لخطة التعاون الشامل بين الصين والدول العربية"، يحرص الجانب الصيني على العمل مع الجانب العربي على تنفيذ "الأعمال الثمانية المشتركة" خلال السنوات الثلاث إلى الخمس القادمة، التي تغطي المجالات الثمانية التالية، تدعيم التنمية، الأمن الغذائي، الصحة، التنمية الخضراء والابتكار، أمن الطاقة، الحوار بين الحضارات، تأهيل الشباب، والأمن والاستقرار.

خلال القمة، التقى الرئيس الصيني شي جينبينغ برئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي. وأشار الرئيس شي جينبينغ إلى أن الصين تدعم لبنان بشدة في حماية سيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، كما تدعمه في الحفاظ على الأمن والاستقرار الوطنيين، وتعارض التدخل الأجنبي في شؤونه الداخلية، وستواصل تنفيذ مهمتها في حفظ السلام بإخلاص والتحدث عن لبنان في المناسبات الدولية المتعددة الأطراف. إنّ الصين مستعدة للعمل مع لبنان لتعميق التعاون في البناء المشترك لـ"الحزام والطريق" وتشجيع الشركات الصينية القادرة على المشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في لبنان. يعتبر هذا اللقاء الأهم بين قادة الصين ولبنان في السنوات الأخيرة، حيث يضيء الطريق نحو المرحلة المقبلة لتطور العلاقات الثنائية بين البلدين وسيعزز بالتأكيد التعاون العملي بين الصين ولبنان من أجل تحقيق نتائج جديدة.

في المسيرة الجديدة للدفع بالنهضة العظيمة للأمة الصينية على نحو شامل من خلال التحديث الصيني النمط، ستلتزم الصين بهدف سياستها الخارجية المتمثل في صون السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة، وستلتزم بكل ثبات بالسياسة الخارجية السلمية المستقلة وسياسة الدولة الأساسية المتمثلة في الانفتاح على العالم الخارجي والمشاركة بنشاط في إصلاح منظومة الحوكمة العالمیة وبنائها، مما توفر فرصاً جديدة للعالم من خلال التنمية الجديدة في الصين. إنّ الصين مستعدة لاغتنام هذه القمة الصينية - العربية كفرصة للعمل مع الدول العربية بما فيها لبنان لتكريس الصداقة التقليدية بين الصين والدول العربية، والاستمرار في إثراء وتعميق نمط التعاون الشامل والمتعدد المستويات والواسع النطاق بين الصين والدول العربية، والعمل يداً بيد على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد، مما سيعود بالخير على الشعبين الصيني والعربي، ويدفع التضامن والتعاون بين الدول النامية، ويحافظ بشكل مشترك على قضية السلام والتنمية في العالم.



[ Suggest To A Friend ]
       [ Print ]