Home Bulletin Contact Us
Home > Ambassador > Past Events
نتمنى للعلاقة الصينية اللبنانية آفاقا أفضل في سنة الغنم
2015/02/25

ستستقبل الصين في يوم 19 شباط الجاري عيد الربيع الصيني التقليدي، أي رأس السنة الجديدة حسب التقويم القمري الصيني، وإنه أهمّ وأفخم عيد تقليدي بين الصينيين داخل البلاد وخارجها. يصادف عيد الربيع اليوم الأول من الشهر الأول وفق التقويم القمري ويرمز الى "إعادة عجلة السنة إلى بدايتها مرة أخرى، وتجديد وجوه كل المخلوقات في الدنيا". ويرجع أصل عيد الربيع إلى الحضارة الزراعية الصينية العريقة، حيث كان الصينيون القدماء ينثرون البذور في أيام الربيع ويحصدون في فصل الخريف. لذا، مطلع الربيع يعتبر الوقت الذي يحتفل فيه الصينيون بالحصاد للسنة المنصرمة وهم متطلعون إلى الحصاد الأفضل في السنة القادمة. على مدى آلاف سنة، لقد تراكمت للصينيين تقاليد عديدة للإحتفال بعيد الربيع، مثل إطلاق المفرقعات ورفع ملصقات العيد وطبخ جياوزي (نوع من الفطائر الصينية) والسهر حتى يأتى أول وقت من السنة الجديدة وغيرها، بما فيها أهم شىء هو التقاء أفراد العائلات خلال أيام العيد، فيرجع المسافرون إلى الموطن والمنزل لتبادل الزيارات والتهاني بمناسبة عيد السنة الجديدة.

إن السنة التى سنودعها هى سنة الحصان، أما السنة التى تأتى الينا هى سنة الغنم وفقا للتقويم القمري الصيني. وكلا الحصان والغنم من الحيوانات المحبوبة لدى الصينيين بسبب الرموز والمعاني التى يتميز بها. فيمثل الحصان المبادرة، والغنم يمثل المباركة فى عيون الصينيين. وإن الوقت الذي نودع فيه القديم ونستقبل الجديد يستدعينا بتذكر الإنجازات التي تحققت للصداقة الصينية اللبنانية في السنة الفائتة والفرص السانحة والآفاق المشرقة المنتظرة في السنة الجديدة. ويمكن القول، لقد سلكت العلاقة الصينية اللبنانية مسار سنة الحصان النشيطة والمتقدمة، وستدخل سنة الغنم الأسعد والأجمل.

في السنة الماضية، لقد توطدت وتعمقت الصداقة التقليدية بين الصين ولبنان باستمرار، بينما حقق التعاونات العملية بين البلدين إنجازات مثمرة في كافة المجالات. وحافظ البلدان على التبادلات السياسية المكثفة وتوصلا إلى تفاهم هام. فتوجه وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل الى الصين لحضور الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصيني العربي وعقد لقاء مع نظيره الصيني وانغ يي. وكان لبنان ضمن الزيارة الإقليمية الأولى للمبعوث الصيني الخاص الجديد لشؤون الشرق الأوسط مما عزّز التفاهم والثقة المتبادلة بين الطرفين حول مختلفة القضايا الإقليمية الساخنة. كما سجل التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني اللبناني رقما قياسيا جديدا وبلغ حجم التبادل التجاري مليارين و496 مليون دولار أمريكي في السنة الماضية، وبقيت الصين الشريك التجاري الأول للبنان للسنة الثانية المتتالية. واستمرت الصين في تقديم أنواع مختلفة من المساعدات قدر استطاعتها لدعم لبنان في تحقيق تنميته الاقتصادية والاجتماعاية، وبشأنها وقّع الجانبان على اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني الجديد. بالإضافة إلى ذلك، قدمت الصين دفعة جديدة من المساعدة المادية الإنسانية لدعم الحكومة اللبنانية في مواجهة مسألة النازحين السوريين. وتكثف التعاون الثقافي والتعليمي بين البلدين، إذ سافر وزير الثقافة اللبناني روني عريجي إلى الصين لحضور منتدى وزراء الثقافة الصيني العربي، وشاركت فرقة كركلا الفنية اللبنانية المشهورة في عروض الحفلة الافتتاحية لسنة الصداقة الصينية العربية وللدورة الثالثة للمعرض الفني العربي، كذلك قدم عازف البيانو الصيني الشهير لانغ لانغ عرضا في مهرجان جبيل. ويجرى عمل معهد الكونفوشيوس في جامعة قديس يوسف بشكل جيد، وأرسلت الصين أستاذا إلى الجامعة اللبنانية لتعليم اللغة الصينية. تبقى الصين ولبنان دائما في التنسيق والتعاون المكثفين على مستويين الإقليمي والدولي في سبيل الدفاع سويا عن مصالح الدول العربية والدول النامية.

ترجع الصداقة الصينية اللبنانية إلى التاريخ العريق، وإن تطوير العلاقة الثنائية هي رغبة مشتركة لدى البلدين حكومة وشعبا. خلال السنة الماضية، أجريتُ الاتصالات والتعاملات مع الأصدقاء اللبنانيين من كافة القطاعات، وتحسستُ بالمشاعر الودية العميقة التي يحفظها الشعب اللبناني تجاه الصين، الأمر الذي يزيد ثقتنا بدفع تطور العلاقة الصينية اللبنانية. فبمناسبة مجيئة عيد الربيع الصيني، نتمنّى بكل صدق السعادة والصحة والسلامة للشعبين الصيني واللبناني، ويحصل على مزيد من البركة والحظّ في سنة الغنم كما يقول المثل الصيني "تأتي الأغنام الثلاثة إلينا بالبركة". كذلك نتطلع إلى التقدم الأكبر للعلاقة الصينية اللبنانية في السنة الجديدة، بما يأتي بالخير لشعبي بلدينا.



[ Suggest To A Friend ]
       [ Print ]